دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011

بعد لقاء "البشير و"الأسد".. دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011

  • بعد لقاء "البشير و"الأسد".. دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011
  • بعد لقاء "البشير و"الأسد".. دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011

افاق قبل 5 سنة

بعد لقاء "البشير و"الأسد".. دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011

المحامي علي ابوحبله

دمشق كانت ومازالت قلب العروبة النابض وعاصمة العالم العربي قريباً.. شئنا ذلك أو أبيناه، فكلّ العرب المخذولين من جيرانهم سيحجّون لدمشق قاصدين الاجتماع مع الرئيس الأسد في القريب العاجل. هذا الواقع فرضته التغيرات التي تشهدها المنطقة وانتصار سوريا على المؤامرة الكبرى الصهيو امريكيه ، سوريا تشكل تقل اقليمي واستراتيجي وهي بالفعل قادت العالم لتغيير في موازين القوى الدولية .

مع بدء مسار التسوية اليمنية، ومؤشراتها الآتية من تفاهمات السويد، تبدو السعودية دون ممانعة أميركية، في ظل الارتباك الجامع بين عواصم قرار الحرب على سورية، ذاهبة للتخفيّف من أثقال المعارك التي تورّطت فيها في المنطقة، وهناك مَن يتوقع تسارع الاتصالات قبل موعد القمة العربية الاقتصادية في بيروت خلال الشهر المقبل، لضمان توجيه الدعوة الرسمية للرئيس السوري للمشاركة فيها، وإلا فالتحضير لعودة سورية إلى الجامعة العربية قبل القمة العربية المقبلة في الربيع، والتي ستستضيفها تونس، ويجري البحث بنقلها إلى السودان التي فقدت دورها في استضافة القمة بسبب العقوبات المفروضة عليها، ويمكن أن تتحوّل قمة المصالحات العربية وفقاً لبعض الترجيحات.

زيارة البشير هي الأولى لزعيم عربي إلى سوريا منذ اشتعال الأحداث بها في 2011، وقد  استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، ، نظيره السوداني عمر البشير ووصفت الزياره بانها زيارة عمل ، وعقد الرئيسان جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة.

وخلال المحادثات اكد الطرفان ، أن "الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

ووفق رأي المحللين فان زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا تعد دليلا على تغير الإستراتيجية العربية تجاه الملف السوري، بضرورة الانتقال السياسي، والدليل على ذلك، أنه خلال الفترة الماضية أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضرورة الانتقال السياسي في سوريا.

هذا التغير العربي تجاه الملف السوري جاءت بعد سيطرة الرئيس بشار الأسد على الميدان السوري وتحرير الاراضي السورية في أغلبيتها ، فيما عدا "إدلب"، فأصبح هناك حاجة شديدة لأنهاء النزاع المقام على الأراضي السورية.

هذا التوجه يدلل على صحة الرؤية المصرية التي تبنتها مصر بعد ثورة 30 يونيو، بضرورة الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، سواء باستمرار الأسد أو بتنازله عن السلطة.

على أهمية الحدث اليمني، خطفت دمشق الأضواء مجدداً، ليس باعتبارها حرب حروب المنطقة، وساحة ساحاتها، بل باعتبارها امتحان جدية تسوياتها، فالكلام التركي التمهيدي للاعتراف بالأمر الواقع الذي يمثله الرئيس السوري المنتصر، تزامن مع تكريس معادلة لتشكيل اللجنة الدستورية المعنية بالمسار السياسي أحبطت المبعوث ألأممي المنتهي الصلاحية، ستيفان دي ميستورا، وكرّست وقوف حلفاء سورية في صفها، والخروج من مشاورات روسية سورية اختتمها مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في دمشق قبل أيام، بما ترضى به دمشق ويُغضب دي ميستورا.

وتساءلت مصادر متابعة عن فرضية أن تكون الزيارة الرئاسية السودانية أول الغيث الرئاسي العربي لكسر الحصار العربي عن سوريا وتجميد عضويتها في الجامعه العربيه ، وزيارة البشير تاتي  بعد انقطاع زيارات الرؤساء والملوك والأمراء العرب عن دمشق منذ بداية الأزمة والحرب قبل ثماني سنوات.

والرئيس السوداني عمر البشير  الذي بقي رغم تقربه من السعودية وقبلها قطر سعياً لتفادي عاصفة الربيع العربي بعد التحذيرات التي تلقاها علناً بوضعه على لائحة الاستهداف، بقي متمسكاً برفض الانخراط في حملة العداء لسورية، ورغم تورّطه في حرب اليمن، بقيت سورية في مكانة يحرص على السعي للوصل معها، وبالمقابل فالعلاقات التي تربطه بالسعودية اليوم لا تسمح بتوقع حدوث هذه الزيارة دون تنسيق مع الرياض، وربما بتشجيع منها، ومسعى لدور يقوم به صديق مشترك بين الرياض ودمشق، فكانت زيارة الرئيس السوداني لدمشق تحمل دلالات وانعكاسات في مجمل علاقات دول عربيه ورغبتها في إعادة المقاربات كإعادة التوازن للعلاقات بين الدول العربية، بحيث تبتعد الدول عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي نفس الوقت إعادة المقاربات تعني التضامن العربي لمواجهة المخاطر المحدقة".

وقد تفتح زيارة البشير لدمشق الابواب امام زيارات باتت متوقعه  لرؤساء بعض الدول العربية لسوريا في المستقبل، "وأن الأمر وارد حقيقية، لأن هناك بعض الدول العربية تدرس إعادة فتح سفاراتها في دمشق، ضمن توقعات ان يعود العرب إلى سوريا".

ان دول ما تسمي نفسها بمحور الاعتدال العربي باتت تعيش في ازمه حقيقية وتدرك أن الخروج من معضلة  معاناتها وايجاد الحلول يمر عبر البوابه السوريه التي باتت بالفعل مفتاح حلول ازمات ما تعاني منه المنطقه

فماذا حمل البشير لدمشق بانتظار ما سيخرج من قمة الرئيسين الأسد والبشير

 

 

 

التعليقات على خبر: بعد لقاء "البشير و"الأسد".. دلالات زيارة أول رئيس عربي لسوريا منذ 2011

حمل التطبيق الأن